السلام عليكم ورحمة الله و براكاته،
لقد أنعم الله علينا بنعمة الإسلام و الإيمان و الصبر و أمرنابطلب العلم، فنحن أمة الإسلام أمة العلم، و لكن و أسفاه على الأجيال الأخيرة وخصوصا شبابنا و شاباتنا في هذه الأيام و أتكلم على الجزائريين خاصة و العرب عامة،لقد أصبح جل وقتنا مشاهدة أفلام أو السماع للموسيقى أو دردشة فيما لا فائدة منه وكأنه خلقنا للتسلية فقط و لا نعلم أن التسلية ما هي إلا إختصار للعمر، لاحظ معيأنت تشاهد فلما لمدة 120 دقيقة ثم فلما آخر لمدة 120 دقيقة أخرى، ثم مباراة كرةقدم لمدة 120 دقيقة و النوم لمدة 10 ساعات و كل هذا يوميا يعني كم تبقى من يومك 8ساعات، بعضها تجوال و بعضها الآخر حضور جسدي في المدرسة، ثم تجلس في المقهى و تبدأفي الغيبة و الإنتقاد.... لماذا نحن العرب ضعفاء، لماذا لا يمكننا أن نصنع، لماذابلداننا متخلفة، لماذا نعيش هنا، لا يوجد عمل، لا توجد رفاهية، لا أمل لنا هنا،لماذا و لماذا و كيف و من المفروض تكون الأمور هكذا و ليس هكذا و و و و ...... ثمتعود إلى المنزل و ترجع إلى حياة التسلية من جديد لإختصار عمرك من جديد فيما ليسفيه فائدة و تمر عشر سنوات مثلا لو حاولت أنك تتذكر ما فعلته في هذه العشر سنواتأو ما مضى من عمرك، لن تتذكر كل شيء و ما تتذكره غير واضح وكل ما مضى من عمرك يلخصفي بعض الثواني و كأن 25 سنة أو 40 سنة التي عشتها لم تكن، و كأنك لبثت يوما أوبعض يوم أو ساعة فقط )حكمة عظيمة في الدنيا قبل الآخرة ( تخيل أنك في الثلاثين من عمرك الآن و أنت لم تحقق شيئا لا وظيفةمحترمة و لا منزل جميل و لا زوجة و لا عائلة، الآن فقط يبدأ الندم و التحسر علىالأيام التي مضت و الساعات التي قضيتها في النوم و المقهى و التسلية و تتمنىالرجوع إلى الماضي لتصحيح ما فات، ولات حين مناص، تتمنى الرجوع لتهتم بدراستك أكثرلتحصل على شهادات أكثر لتتعلم أكثر، لتبني مستقبلك باكرا، لتستفيد و تفيد و هيهاتهيهات و أسفاه على زمن مضى لا يمكن إدراكه، ليتني لم أشاهد تلك الأفلام و تلكالمباريات التي لم أستفد منها شيئا، ضيعت جزءا من عمري فيما لا يفيد، و يا ليتنيقضيت وقتي في تعلم ما يفيدني في دنياي و آخرتي، يا ليتني أهتممت بدراستي و تحصلتعلى أعلى العلامات، و تحصلت على أرقى الشهادات، يا ليتني لم أخض مع الخائضين، ياليتني لم أخالط فلانا فقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني، يا ليتني لم أقض الساعاتأمام الفيسبوك أعلق على التفاهات و أشارك التفاهات و ربما كتبت عليا الذنوب بسببهاو أنا غافل، يا ليتني، يا ليتني فعلت و لم أفعل و و و و ... أفق أخي قبل فواتالأوان، أفق أيها الطالب العزيز و لا تضيع وقتك في الفيسبوك أو الأفلام أو المبارياتفالناس تجني أرباحا طائلة من غفلتك بينما أنت تخسر مستقبلك و دينك و عمرك، لا تخضمع الخائضين ، نمي عقلك،  نمي أفكارك، نميمعارفك، نمي خطابك، توكل على الله ولا تقنع بالقليل و خذ بالأسباب فأنت لا تعلم ماكتبه الله لك، وما تجنيه و تربحه فهو قدرك الذي قدر لك، إبدأ الآن في بناء شخصيتكو مستقبلك و به تفيد بلدك و أمتك، و الكلام طويل و ربما أضيف بعض الإضافات لاحقاوأرجو منكم أن تعذروني على أسلوبي المتواضع في الكتابة، كما أرجو منكم الدعاء لي ولوالدي  بالخير الرحمة و الهداية و السلامعليكم ورحمة الله و بركاته